ايها القبر

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم وانصر محبهم

كم يفكر الانسان باليوم التالي هل سيكون هو على سطح الارض ام في بطنها..هل سيكون في روح وريحان ام حفرة من النيران..كم يفكر ذاك الانسان ان هذا الجسم الصحيح سيكون تراب تاكله الديدان..

بين القبور تتخطى تلك الفتاة بقدميها الحافيتين .. لتزور قبر احد افراد عائلتها وتجلس عند قبره تناغيه بطفولته البريئة التي رحل بها وتهديه ثواب ماتقراه وتتلوه من كتاب الله وتسترجع تلك الايام الخوالي التي تذكره فيها فتترحم على روحه الطاهرة..فقد رحل بعمر الزهور بعمر لم يحمل الخطايا والذنوب..سمعت صوتا يناديها من بين القبور رفعت رأسها معلنة بوجودها انا هنا عند قبر ابن عمها..
استعجلت بالنهوض فالشمس اشرفت على الغروب..تخطت القبور لتصل الى الباب احست بشيء يمسك بعبائتها التفتت واذا به قبرا لاتوجد به معالم تدل على صاحبه قديم يرتكز عليه جذعين من النخيل فقط..واحد الجذعين قد تمسك بعبائتها..عادت ادراجها لتناغي هذا القبر ايها القبر ناديتني اتستعجلني ان اكون بقلبك..انا في عمر الزهور لم ابلغ مأربي من الخيرات كيف تستعجلني وذنوبي سودت وجهي واخجلتني اريد ان اكون بك نعم اتوسد التراب ترب الجنة لا ترب جهنم..ناديتني فلبيت ندائك فلبي رجائي ان اكون بك وانا مؤمنة لا تمسني النيران..ايها القبر انظر اليك بعين قلبي لا بعين الدنيا..اراك بيتي الذي ساسكنه..اريد ان اعيش بك سعيدة.اريد ان ارى ازاهير من الجنة تفوح به لا نتنا بأعمالي...استودعت ذلك القبر بقراءة القران على ساكنه وساكني القبور..رفعت جسمها لتتخطى القبور بقدميها الحافية وهي تنظر الى الارض لترى مسير قدميها اين يوصلها فكلما مرت على قبرا قالت ساكون بينكم ياساكني القبور..احترق قلبها بكاءا على نفسها التي تحمل الخطايا وان مصير زخرف الحياة ديدان وتوسد التربان ..عادت الى منزلها تفكر في مصيرها وتعيد النظر وترتب حياتها وتتهيء الى الموت الذي لاينفك منه احد..وترسم حياتها الباقية اما ان تكون جنة او نارا..توجهت الى بارئها ليتقبلها من العابدين المحبين والناجين...

عندما يخطو الانسان بقدميه ارض الجبانة يجب ان يتفكر في مصيره..ولاينسى انه سيكون بينهم ويتناسى ذنوبه واعماله..فليسارع في اصلاح فساد روحه ليكون سكناه اجمل سكن..